الاثنين، 9 فبراير 2015

بحثاً عني

عجيبٌ هو أمرُ هذهِ الحياة تأخذنا من شاطئ لترمينا في أعماق المحيطات.. فلا نلبث أن نجد أنفسنا غرقى... محاطين بالماء من كل جانب..
نحاول أن ننجو ونعلم أن لا طاقة لنا بالنجاة ما لم يرافقنا "الله" ويحيطنا برعايته..
فنبدأ بحثاً عن أنفسنا لعلنا نجد "الله"...
تبدأ الرحلة وكم هي صعبة قاسية والأمواج تلاطمك من كل مكان، ولا تكف كائنات البحر عن تثبيطك ووصفك بالابله، ولا يعلمون أنك في طريقك إليك...
وتستمر الرحلة وداخلك تريد فقط أن تصل إليه أن تشعر بوجوده ها هنا بقربك في كل وقت ومكان... تريد أن تسلم له بكلك... تريد أن تكون نفسك "العزيزة" مستسملة له ولإرادته...
يعلم هو تمام العلم بأن "الألم" قد يشكل نقطة تحول فارقة فيك، قد يقودك إلى الكفر المحض أو الإيمان المطلق، فتجد نفسك في عاصفة من الألم، تغوص في أعماق روحك، تصرخ روحك بأنني قد جئت بحثاً عنك فلا تفقدني ما لدي، تريد أن تبكي وأن تصرخ بصوت عالٍ بأنني أريدك معي ها هنا...
وحاشاه.. حاشاه أن يردك عن بابه وقد جئته طارقاً بشغف... فيملأ روحك وقلبك يقيناً بأنني ها هنا فقم إلى ما جئت إليه...
 تراه في كل مكان... في نبع ماءِ خرج في أعماق الصحراء.. حيث لا تتوقع وجود كائنات أصلاً.. إلا أنه هو الخالق وهو يعلم أين خلقه ويعلم ما يحتاجه الخلق فييسره لهم...

"إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ"


وتتجلى تلك اللوحة أمام ناظريك... السماوات والأرض والجبال... وأنت "الإنسان"...
ويقول لك أنت أعلى من السماء, أكثر خضرة من الأرض وأشد ثباتاً من الجبال، وتضيف اللوحة بحراً على امتداد البصر يخبرك بأن الحياة مليئة بالأسرار وستتعلم الكثير...
فامضِ لما خلقت له...
هل تُراه خلقنا ليعذبنا؟؟ حاشاه حاشاه...
ابحث عنه فيك.. في خلقه.. فيما خلق حولك..
ابحث عنه بقلبك وروحك وعقلك...
ابحث عنه بيقين وحبً وأمل... واعلم أنه لم ولن يكون يوماً في السماء فقط... ولم ولن يكون في وقت دون آخر..
وإنما هو معكل في كل مكان وزمان... لا يفارقك ولا يدعك وحدك..
لم تنتهي الرحلة بعد وستستمر ما استمر وجودي...

وفي يوم من الأيام سأصل إلي حيث سأجد "الله"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق