الخميس، 21 مارس 2013

إلى والدي في يوم الأم

تمر السنوات مسرعة أسرع من استيعابنا لتلك الأوقات التي نقضيها مع من نحب، لا نكاد نفتح أعيننا على الواقع حتى نريد إغماض عيوننا مرة أخرى حتى لا نراه، ونبقى نحيا ذلك الماضي القريب الذي جعل حياتنا جميلة وأعطاها رونقاً آخر.
في يوم الأم كما أذكر هذه المرأة العظيمة التي أنجبتني وربتني، أذكرك أنت أيها الرجل العظيم الذي اخترتها لتكون أماً لي، لم تكن تعلم عدد السنين التي ستقضيها معنا، لكنك ادخرت لما بعدها إمرأة بألف رجل، فشكراً لك على حسن اختيارك، شكراً لأنك اخترت "أمي".
أما هي فدعني أحدثك عنها، فبالرغم من أنها تصرخ علينا وتبوخنا، إلا أننا نعلم كلنا أننا حتى لو أننا أغضبناها وجعلناها تثور وتصرخ، أنها لا تحتاج في النهاية إلا إلى "كلمتين حلوتين" وستعود أمنا الحنون مرةً أخرى، كما أننا لا نتخيل المنزل دون صوتها "الحنون" مرة، و"الغاضب" مئة مرة.
هل تعلم لم أشعر أنك غبت عنا، ولكن هل تعلم لماذا؟
لأنني أشعر بروحك وقد سكنتها، فما أن أشعر بحاجة إليك يكفيني أن أنظر إليها أو ألقي رأسي على قدميها لأشعر مرةً أخرى أنها مأمني وأنك موجود بها، فأنت لم تغادرنا أنت تحيانا بها.
لازلت أذكر تلك الأيام الصعبة التي مررنا بها وأبت أن تشاركنا همها لسبب واحد لأنها تعتبر نفسها المسؤولة عن حل كل المشكلات وعلينا أن نحظى بحياة كريمة.
كما عرفتها هي، لم تتغير.
 ولا زلت أذكر تلك الليالي التي كنت أقاسي بها أحلامي فأشاركها وتشاركني وتدعمني لأكون ما أريد، وتتيح لي حرية شق غمار الحياة والتعلم منها كما أريد، وتبقى قريبة مني وبنفس الوقت بعيدة، لتحميني مما أغامر فيه، وتساندني لأمضي قدماً.
أتعلم هي أروع من أن توصف كما أني أعلم أنني مهما فعلت فلن أوفيها حقها، فهي تستحق أكبر من الكلمات، وقد لا تكفي الدنيا بأجمعها ولو وضعتها بين يديها أن ترد لها جزءً من فضلها، ولكني أعدك أن أعمل جاهدة لكي تفخرا بي، وسأثبت للعالم أجمع أنني تلك ابنة أمي، التي أحسن أبي اختيارها، وسأكون فخورة بكما قبل أي شيء.
هي في "خائها" خوض للحياة دون خوف أو تردد  وفي "تائها" تحدي لواقع ألفناه لصنع واقع أجمل و"ألفها" إصرار وعمل دؤؤوب حتى تحقق الغاية و"ميمها" مربية لفلذات أكبادها.

وفي الـ"ختام" ، "ختامك" مسك أبي، تربت يداك.