الجمعة، 1 يونيو 2012

رسالة حرية


المرسل: شاب عربي يعشق الحرية
المرسل إليه: الشباب المصري
العنوان: رسالة حرية
ولدنا ونحن نسمع قصة النكبة والنكسة، ولدنا نسمع مجزرة حماة، ولدنا يُقال لنا إياك والحديث في أمور السياسة، وعندما نكبر لنتجه إلى الجامعة يحذرنا أهلونا من "الإخوان" ، وإن أردت أن تفتح فمك وتعترض على شيء في وطنك "فاخفض صوتك"، وإن أردت التغيير فـ "غيرك كان أشطر".
تربينا وقد تشربنا معاني الذل والخنوع، ولكنهم لم يعلموا يوماً ان نشأتنا في هذه الطريقة ستفجر ذلك البركان في داخلنا، لنقررها ثورة على الظلم والظالم، لنعلن التغيير الشامل في أنحاء أوطاننا، ولن أقول لك "ثرتم" بل "ثرنا" ثرنا على كل هذا الذل، ثرنا على كل تلك الأفكار السلبية، ثرنا على الظلم والظالم، ورفعنا شعاراً واحداً وهو " إسقاط النظام" وبفضل الله وبفضل ثباتكم وصمودكم نجحت "ثورتنا".
إننا هنا شباب مثلنا مثلكم، تعلمنا منكم معنى "الصمود والثورة"، وبقيت عيوننا ترقبكم لترى نجاحكم وتستلهم منكم، فهي كما قلت لك "ثورتنا"، "ثورة" كل الشباب العربي، وإننا إلى الآن ننظر إلكم لنرى كيف سترعون "ثورتنا".
وإني هنا أرجوك أخي "الشاب المصري" لا تهدم ما بنته يداك، واكمل مراحل ثورتك إلى نهايتها، وكن أنت ملهمنا، ولا ترجع بنا إلى الوراء إلى زمن الذل والخنوع، فاذا فشلت ثورتنا -واعتبر اختيار "شفيق" فشلا-ً، فإننا لن ننهض مرة أخرى إلى أن يشاء الله، أرجوك لا أريد أن نعود إلى الوراء، أريد أن أحيا بحرية، أريد الحرية لي ولك فلا تحرمنا اياها.

وطنان وقلب واحد

عنواننا في المرحلة المقبلة هو "وطنان وقلب واحد" فقلب الشباب في هذه المرحلة يحمل وطنان، وطن يحيا فيه، ووطن أحياه فيه، أرضٌ لم يطأها ولم تلامس قدماه ثراها، ولم تبصر عيناه سماها، وأرضٌ تربى فيها وكبُر فيها، ورسم أحلامه على ثراها وعانقت عيناه سماها، فتراه هنا وهناك، هنا إصلاح وهناك تحرير، هنا أمل يحدوه عمل، وهناك عمل وخطوات واثقة تسير إليه، فتراهم شباب كما النحلات يعملون هنا وعيونهم هناك، قلوبهم مسافرة مابين هنا وهناك، وعقولهم كما جهاز الحاسوب تخطط وترسم المستقبل الذي يحلمون به.
من قال يوماً "أن الشباب الأردني قد نسي فلسطين، وأن الشاب الفلسطيني غير مهتم بالأردن" فقد أخطأ، فشبابنا اليوم أوعى من ذلك، هم يؤمنون أن لهم وطنان، وكما لهذا حق فلذاك حق أيضاً، وإن كان حق هذا الاصلاح فحق ذاك التحرير.
لم يكن الوطن يوماً ارضاً نحياها، أو أرضاً ورثناها عن آبائنا، إنما الوطن هو حلم نحياه ونحققه في ثراه، هو من يستحق أن نحيا لأجله أو نموت فداه، ولم ولن يكون يوماً مجرد أرض، يدعي من ورث حياته فيها أنها له، بل هو أرض عانقتها قطرات عرقنا، وذرفنا على أرضها دمعات الأمل والألم حباً، فيعطينا ما نحتاج من حبٍ وأمل، ويحتضن قلوبنا في أحلك الأوقات، يشاركنا حبنا، حزننا، وفرحنا، ونبقى نشعر به الأم ذات القلب الكبير، التي لا نستطيع الابتعاد عنها، ونحن لها، تغفر لنا أخطائنا مغفرة المحب، ولا تذكرنا بألمنا ويحيي فينا الأمل.
نعم "وطننا وقلب واحد" هو شعار مرحلتنا.




** مستلهمة من كل من:
 أحمد الشيوخي، فاطمة الزبن، 
البراء أيمن، بشرى الحوراني، 
أحمد خنفر، رندة الطريفي
 وكل من عمل لقضية القدس 
ولم ينسى انتمائه لوطنه الأردن