الجمعة، 13 فبراير 2015

جَميلٌ بطفولته، رديءُ بطبيعته

بصوته الرديء بطبيعته، الجميل بطفولته، كان يغني لي كلما دخلت غرفته "عبر عن نفسك.. قول الي بنفسك"
ولا يمل ولا يكل من ترديدها بل أنه قد يرفع صوته أحياناً لظنه أنني لم أسمعه...

العجيب أنني طالما سمعتها بأذناي رغم انخفاض صوته أحياناً... إلا أنني حديثاً بدأت أدركها وأرددها كما كان يفعل معي..
تارةً بصوت منخفض وتارةً أخرى أرفع صوتي بها... وها أنا أصوغها كلمات...

عجيب أمرنا نحن بنو البشر... نملك من المشاعر ما يميزنا عن باقي المخلوقات من حب وحنان ورحمة وألفة و وِدّ...
وتلك المشاعر كفيلة بأن تجعلنا سعداء... نعيش الحياة ببساطتها في راحة وهناء...
نملك القلب والروح.. نملك مركز الإحساس.. نملك الإنسان بكل مشاعره الجميلة...
فلماذا نجعل تلك المشاعر حبيستنا ولا نملأ الأرض فيها حباً وحياة؟؟
هل ترانا وهبنا عُمران؟؟ عُمرٌ نعيشه لنضيع مَن نُحب وعُمرٌ آخر نعيشه مع من نُحب؟؟
أم ترانا وُهبنا حياتان؟؟ حياةٌ نضيع فيها الحب وحياةٌ نجد فيها المحبوب؟؟

ذكراً كنتَ أم أنثى... كبيراً أم صغيراً... عربياً أم أعجمياً... لا فرق

فالحب واحد... ولا تسستحق الحياة أن نعيشها بألم الفراق ولوعة الشوق...

لقد وهبنا حياةً واحدة وعمرٌ واحد ومحبوبٌ ملأَ القلب فرحاً وسعادة... 
ونختار بملإ إرادتنا أن نعيشها بعيداً عنه...
لأن كلاً منا ينتظر الآخر أو تحت أعذار وحواجز فرضها المجتمع علينا كـ

" أنت فتاة.. يجب أن يبادر هو"
وهل زوجة موسى حين قالت لأبيها "يأبت استئجره" كانت مخطئة؟؟
أم أن خديجة حين أرسلت جاريتها إلى أشرف الخلق تريده زوجاً أخطئت؟؟
لم تخطئ أياً منهما وجارَ علينا المجتمع حين قال أن عليه أن يبادر وحين علّمَه أن لا يحترمها إن بادرت..
لم تكن أياً منهما رخيصة بل كانت من أشرف النساء... وعلمت أن هذا الرجل هو من سيصونها فاختارته زوجاً وعبرت عن حبها بطريقتها...

بل وصل فينا تقييد المشاعر إلى أن يخجل الأب/ الأم أن يحضن أبنائه.. أو أن يقبلهم هكذا دون سبب يذكر، أن يرسل إليهم رسالة محبة أو أن يهمس في آذانهم بأنني "أحبك"
ويكأن التعبير عن المشاعر أصبح جريمة نحاسب عليها...

وأصبح الشاب ضحيةً أخرى من ضحايا المجتمع.. فقبل أن تفكر بالحب...
أين المهر؟؟ وأين البيت؟؟ وأين السيارة؟؟ ومن أين ستأتي لها بالهدايا؟؟
والافضل لك أعني "الأوفر" لك أن تعبث بمشاعر فتاةٍ في مقتبل العمر...

لن نعيش عُمران ولا حياتان ولا حتى دهران....
اذاً لنعيش الحياة كما نحب... مع مَن نحب.. لنخبرهم بأننا نحبهم...
لنعبر عن حبنا بطريقتنا الخاصة... بحضنٍ دافئ... بقبلةٍ صغيرة... بهديةٍ بسيطة...
بأن نتشارك أحلامنا، همومنا وأمانينا...
بكأسِ شايٍّ ساخن يعيد إلى أرواحنا وقلوبنا دفئ الحب...
لنعيش الحياة بجنونا... بفطرتنا... بكل الحب الذي وضعه الله في قلوبنا...
مانحتاجه لحلّ جميع مشاكلنا حقاً هو "الحب"... وأن نعبر عن ذلك "الحب"

في يومٍ من الأيام سنتحول إلى ذكريات... فلتكن ذكرانا الحب...

http://youtu.be/ItwOHDzA8mE

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق