الثلاثاء، 13 مارس 2012

أشخاص وأشخاص

هناك أشخاص في حياتنا تقف كلمات الشكر عاجزة أمامهم وأمام روعة ما يقدمون لنا وللحياة، فلا نستطيع شكرهم لعظيم عملهم ولا نستطيع الصمت فنظلمهم، هؤلاء الأشخاص فعلياً يتركون بصمة في كل إنسان، وأثراً في كل مكان يذهبون إليه، فترى الناس متشوقون ليكونو معهم ويسمعو كلامهم وينعشهم حديثهم، أو يتعلمو منهم شيئاً جديداً ودرساً مفيداً من دروس الحياة، فهو يحترم أفكارهم وخبراتهم مهما كانت قليلة، ولا يحاول إحراجهم أبداً، أشخاص رائعون بكل ما تحمل الكلمة من معنى، معطائون متميزون ويحظون دوماً بحب الناس.
وهناك أشخاص آخرون على المنحى الآخر من هؤلاء، فهم ضيقي الأفق، سيئي المنطق والطبع أيضاً، يتعاملون مع الناس بتكبر وكأنهم يعلمون كل شيء والآخر هو إنسان غبي لا يفقه، فهو لا يحترم خبرة من أمامه، لا يحبه الناس ولا يحبون التكلم معه أو حتى التواجد في المكان نفسه، فهو يسبب لهم صداع دائم من كثرة كلامه، فهو لا يسمعهم أو يسمع ما لديهم لا يسمع إلا صوت نفسه، والإنسان الأقل منه خبرة سواء في الحياة أو العمل هو فريسة سهلة ليلبي حاجات نفسه المغرورة، قد يكون فعلياً لديه العلم والخبرة ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: من منا يسمع لشخص مغرور ويحقر منه ومن خبرته؟؟
فعلياً سؤال أطرحه على نفسي قبلكم من أي الصنفين تريد أن تكون؟؟ ولكن انتبه هناك في الحياة صنف ثالث قد لاتشعر به أساساً، ولا تعلم انه موجود إلا يوم وفاته، فهو يعتبر نفسه عادياً يحيا ويموت بهذه الفكرة، فلا يكون له لا التأثير الإيجابي ولا السلبي، بل إنه أحياناً يكون عبئاً على نفسه والمجتمع، وهو فريسة سهلة للنوع الثاني فهو لا يقول "لا" ولا يعتبر نفسه موجود أساساً، لا يهمه إلا أن يأكل ويشرب، أما ما احتواه رأسه من دماغ فهو غير مهم، فحذار ثم حذار أن تكون مثله، ولك عزيزي القارئ حرية الاختيار.

هناك تعليق واحد: